السمات الخمس للذكاء العاطفي


يشير كتاب دانييل جولمان (Daniel Goleman) الشهير "العمل بذكاء عاطفي" (Working with Emotional Intelligence)  إلى أنَّ الذكاء العاطفي يمثل 67٪ من القدرات اللازمة لتكون قائداً ناجحاً، وتمثل هذه النسبة ضِعف أهمية الكفاءة التقنية أو معدل الذكاء المعرفي؛ وقد دعمت عدد من الدراسات هذا البحث.

لذا نلخص لك في هذه المقالة العناصر الخمسة الرئيسة للذكاء العاطفي، وفوائد كلٍّ منها، وكيفية تحسينها.

ما المقصود بالذكاء العاطفي؟

الذكاء العاطفي (EQ) هو القدرة على تحديد وإدارة عواطفك وعواطف الآخرين؛ فإذا كنت ذكياً عاطفياً، فأنت تمتلك القدرة على:

  • تحديد ما تشعر به.
  • معرفة كيف يمكنك تفسير مشاعرك.
  • فهم كيف يمكن لعواطفك التأثير في الآخرين.
  • تنظيم عواطفك.
  • إدارة مشاعر الآخرين.

يرث بعض الناس مهارات الذكاء العاطفي بشكل طبيعي؛ ولكن لحسن الحظ، تُعدُّ هذه مهارة يمكنك التدرب عليها وتطويرها، وذلك من خلال ممارسة السلوكات العاطفية الذكية، حيث سيتكيف عقلك مع جعل هذه السلوكات تلقائية، ويستعيض بها عن السلوكات الأقلِّ فائدة.

السمات الخمس للذكاء العاطفي:

لقد حدد  دانييل جولمان (Daniel Goleman) خمس سمات أساسية للذكاء العاطفي، وهي:

  1. الوعي الذاتي.
  2. التنظيم الذاتي.
  3. التعاطف.
  4. التحفيز.
  5. المهارة الاجتماعية.

ولكلِّ واحدةٍ من هذه السمات فوائدها الخاصة؛ لذا دعنا نتعمَّق بشرح كلٍّ منها على حدة:

1. الوعي الذاتي:

يُعرَّف الوعي الذاتي بأنَّه القدرة على التعرُّف بدقة على كلٍّ من: العواطف، ونقاط القوة، والحدود، والأفعال؛ وفهم كيفية تأثير هذه الجوانب في الآخرين من حولك.

فوائده:

  • يزيد من احتمالية تعاملك مع التعليقات البنَّاءَة واستخدامها بفاعلية.
  • يمكنك تحسين أداء منظمتك من خلال معرفة نقاط قوَّتك وضعفك، فعلى سبيل المثال: يمكنك توظيف الأفراد الذين يؤدون أداءً جيداً في المجالات التي يضعف فيها أداؤك.

يمكن تحسين الوعي الذاتي عن طريق:

  • ملاحظة المواقف التي أثارت المشاعر السيئة -مثل الغضب- بداخلك، وملاحظة أفكارك وسلوكاتك في أثناء تلك المواقف. يمكنك باستخدام هذه المعلومات تكوين فهم لعواطفك وردود أفعالك، والعمل على التنظيم الذاتي.
  • تلقِّي التغذية الراجعة من الموظفين؛ لأنَّ ذلك قد يُسلِّط الضوء على رؤية الآخرين لك، ويساعدك في استهداف ردود الفعل غير المجدية.
  • مراقبة استجابة الآخرين لسلوكك.

2. التنظيم الذاتي:

يتيح لك التنظيم الذاتي إدارة عواطفك ودوافعك بحكمة، حيث يمكِّنك من إظهار أو إخفاء بعض العواطف وفقاً لما هو ضروري ومناسب للموقف.

على سبيل المثال: حدِّد المهام التي يمكن تفويضها إلى موظفيك بدلاً من الصراخ عليهم عندما تشعر بالتوتر أو الضغط.

فوائده:

  • يساعد التنظيم الذاتي في كسب احترام وثقة الموظفين.
  • يفيد في التكيف مع التغيير.
  • يسمح لك بالرد بعقلانية.

يمكن تحسين التنظيم الذاتي من خلال:

  • تحمُّل مسؤولية أخطائك:اعترف بأنَّك مُخطئ بدلاً من إلقاء اللوم على الآخرين؛ إذ سيقلل هذا من شعورك بالذنب، ويزيد احترام فريقك لك.
  • الاستجابة للمواقف بهدوء: إذ تكون معاملاتك أكثر فعالية عندما تكون هادئاً؛ ممَّا يؤدِّي إلى نقل هذا الشعور إلى الآخرين. يمكن أن تكون تقنيات التنفس -مثل التنفس المتحكَّم فيه- ممارسة مفيدة.

3. التعاطف:

يعني التعاطف أنَّك قادر على تحديد وفهم مشاعر الآخرين، أي وضع نفسك مكان شخص آخر ومراعاة ما يشعر به.

فوائده:

  • يوفِّر لك التعاطف فهماً لكيفية شعور الفرد وأسباب تصرُّفه بطريقة معينة؛ ممَّا يزيد تعاطفك وقدرتك على مساعدة شخص ما؛ ذلك لأنَّك تستجيب فعلياً لقلقه ومخاوفه.
  • يكون مفيداً، خاصةً عند تقديم ملاحظات بنَّاءة.
  • يُظهِر تعاطفك مع فريقك اهتمامك بشؤونهم، فعلى سبيل المثال: إذا كان المدير غاضباً بعد معرفة أنَّ الموظف قد تأخَّر عن موعد العمل لأنَّ طفله مريض، فمن المحتمل أن يتفاعل الفريق مع المدير سلباً؛ لذلك، فإنَّه لمن الأفضل للمدير أن يتفهَّم الموقف، ويتفق على خطَّة عمل مع الموظف، مثل أن يبدأ العمل في وقت مبكر وينتهي منه بعد انتهاء الدوام.
  • يحترمك الموظفون أكثر، ويتحسن الأداء الوظيفي.

يمكن تطوير التعاطف من خلال اتِّباع هذه الخطوات:

  • ضع نفسك في موقف شخص آخر، واشعر بشعوره؛ وحتَّى لو لم تواجه موقفاً مشابهاً، تذكَّر موقفاً تشعر فيه بالمشاعر نفسها التي يعاني منها الموظف.
  • تدرَّب على الإصغاء إلى موظفيك دون مقاطعتهم.
  • راقب موظفيك، وحاول تقييم شعورهم.
  • لا تتجاهل أبداً مشاعر موظفيك، فمثلاً: إذا بدا الموظف غاضباً، فلا تتجاهل ذلك وعالجه.
  • حاول أن تفهم أولاً قبل إطلاق أي حكم، فمثلاً: قد تشعر بالضيق من موظف يبدو بارداً وغير مهتم؛ ولكن قد تتعاطف معه بعد اكتشاف أنَّه يعاني من القلق الاجتماعي.
  • اجعل لغة جسدك منفتحة، ونظِّم طبقات صوتك لإظهار صدقك في التعاطف مع الآخرين.

4. التحفيز:

يعني التحفيز الذاتي الاستمتاع بما تفعله، والعمل على تحقيق أهدافك، وعدم العمل بدافع المال أو المكانة الاجتماعية؛ أي أنَّ ما يحفِّزك شيء يكمن في داخلك، مثل: الحلم، والرغبة، والهدف.

فوائده:

  • يقلل من احتمالية المماطلة.
  • يزيد من الثقة بالنفس.
  • يبقيك متحمساً حتَّى لو واجهت إخفاقات ما.
  • يجعلك تركِّز على تحقيق أهدافك.
  • يمتد إلى الفريق.

يمكنك زيادة تحفيزك من خلال القيام بالآتي:

  • تذكَّر سبب قيامك بعملك، وفكَِر في سبب رغبتك بالقيام به من البداية.
  • ضع أهدافاً جديدة إذا كنت تفتقر إليها.
  • تفاءل؛ ذلك لأنَّك يجب أن تكون إيجابياً لتتحفَّز؛ وحتى عندما يكون هناك انتكاسة أو تحدِّي، حدِّد أحد الجوانب الإيجابية لهذا الأمر، وفكِّر فيها.
  • اشرح لموظفيك لماذا هم قيِّمون باستخدام مثال يشجعهم ويمنحهم شعوراً بالهدف، وذلك لزيادة الدافع لديهم.

5. المهارات الاجتماعية:

تتلخص المهارات الاجتماعية الفعَّالة في إدارة العلاقات بطريقةٍ تعود بالفائدة على المنظمة.

فوائدها:

  • تساعدك المهارات الاجتماعية الفعَّالة على بناء علاقة مع موظفيك، وكسب احترامهم وولائهم.
  • تؤدِّي إلى ثقة الموظفين بك، وهو أمرٌ هام، خاصةً في مواقف اتِّخاذ قرارات غير مرحب بها، مثل الزيادة في أهداف الأداء.
  • عندما تتفاعل مع موظفيك، يمكنك تحديد أفضل طريقة لتلبية احتياجاتهم الفردية، وتحديد كيفية استخدام قدراتهم لتحقيق أهداف المنظمة.
  • يشعر الموظفون بالراحة في أثناء مناقشة الأفكار والمخاوف معك.

يمكن تحسين المهارات الاجتماعية عن طريق:

  • تطوير مهارات التواصل خاصتك: قد تحدث العديد من المشاكل إذا كان هناك تواصل سيء، مثل سوء الفهم الذي يؤدِّي إلى إزعاجِ الموظفين؛ لذلك، يتعيَّن عليك الإصغاء إلى الملاحظات لمعرفة ما يجب استهدافه، فقد تحتاج الطريقة التي تتحدث بها -مثلاً- إلى التحسين، أو ربَّما لغة جسدك.
  • تعلُّم كيفية تقديم الثناء وردود الفعل البنَّاءَة.
  • التعاون والعمل مع موظفيك؛ ذلك لأنَّكم تعملون جميعاً على هدف مشترك.
  • الإصغاء إلى الموظفين والتعاطف معهم (سيساعدك بناء العلاقات مع موظفيك في فهم كيفية إدارة كلِّ فرد منهم).
  • حل الصراع، وذلك من خلال النظر في الموقف من جميع وجهات النظر المعنية، ومحاولة التَّوصُّل إلى حلٍّ وسط يفيد الجميع.

 

المصدر